السلام عليكم. . . أنا أم لولدين في عمر 5 و 6 سنوات اعجز عن تهذيبهم وتأديبهم وقد جربت معهم جميع انواع العقاب كالحبس والضرب والحرمان مما يحبون
ومكافئتهم بما يحبون عند فعلهم لامر جيد
ولكني لازلت اعجز عن اختيار نوع العقاب الذي يناسبهم عند عمل امر لا يليق بهم كضرب اخواتهم الكبار والازعاج المستمر في المنزل وكونهم اطفال بعيدا عن الضرب والصراخ لانه سبب لهم الخوف
والامبالاه فارجو منكم ايجاد الحل المناسب لي معهم
وشكرا. . .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الكريمة مدى وفقك الله إلى كل خير وأشكر لك تواصلك مع المستشار. . معا لحياة أسعد لمساعدتك في حل مشكلاتك وأشكر لك حرصك في تربية أبنائك ورعايتهم وأسأل الله تعالى لك ولوالدهم العون والتوفيق والسداد في تربيتهم وأن يرزقك ووالدهم صلاحهم وبرهم.
أخيتي: قرأت مشكلتك أكثر من مرة والحقيقة أني أميل ميلاً كبيرا إلى القول بعدم وجود مشكلة لديك مع أبنائك أصلحهم الله وأراه مبكرا جدا من أم حانية مثلك أن تقول أنها عاجزة عن تربية أبنائها خاصة وهم في عمر الزهور 5ـ 6 سنوات.
ولم يتبين لي من عرضك أسباب المشكلة أو بيان الحالة الاجتماعية أو النفسية المحيطة بهم ولكن سأعرض بعض ما أظنه سببا لإحساسك بوجود مشكلة لتربية أبنائك ممزوجا ببعض الحلول لعلها تكون عونا في فهم المشكلة وحلها فأقول وبالله التوفيق:
1 عدم فهم خصائص مرحلة الطفولة واحتياجات النمو فيها يسبب لنا عائقا في التعامل التربوي الصحيح مع الأطفال فالأطفال عادة في مرحلة ما قبل المدرسية يميلون إلى اللعب والاكتشاف والتعرف على الأشياء المحيطة بهم ويبحثون عمن يشاركهم ويسعون للفت الانتباه ولذا فقد يفعلون أحيانا ما نظنه سوء أدب أو جرأة أو إزعاجا أو عدم احترام.
وهم يمارسون حاجة من حاجاتهم ولذا فيجب عليك التروي أخيتي الكريمة وعدم التسرع في الحكم على أبنائك بأنهم مزعجين أو غير مهذبين وحاولي أن تتفهمي ما يحيط بهم وما يحتاجونه لترشديهم وتهذبيهم بطريقة صحيحة.
2 عقاب الأطفال يختلف تماما عن عقاب الكبار، كما أن للعقاب منهجا يجب أن يسار عليه ليكون صحيحا وناجعا ويؤتي ثمره وحتى لا يسبب تحولا في سلوك الطفل وتوجهاته ولذا يجب عليك أن لا يكون العقاب متكررا بشكل دائم ولا يصح أن يعاقب الطفل دوما بالحبس والضرب فقد يكون عقابا قويا نظرة جازمة وصارمة منك أو من والدهم أو صمتا فقد تؤثر أكثر من الضرب.
وأظن سلوككم الحاد في تعاملكم معهم هو ما سبب لهم الخوف الشعور بعدم الأمان واللامبالاة فأعيدوا النظر في ذلك.
3 عدم إشعار الطفل بالحب والحنان وتجاهله وعدم المشاركة معه يجعله يتجه للفت الانتباه بفعل التصرفات التي تثير انتباهكم حتى يقول لكم أشعروا بي أنا هنا فحاولي أخيتي أن تجربي ضم ابنك إلى صدرك واحتضانه وتقبيله والمسح على رأسه وصدره مع الدعاء له وخلال ذلك اذكري له ما يتمتع بع من صفات إيجابية حتى لو كانت عكس تصرفاته ثم لاحظي تصرفه بعدها.
4 رفع معاييرنا في الآدب والاحترام والسلوك الإيجابي وزيادة مطالبنا مع الأطفال مع التغاضي عن مراحل نموهم واحتياجهم للتعليم والتربية يسبب فجوة كبيرة في التعامل معهم وننسى خلالها أنهم لا بد أن يخطئوا ليتعلموا ويتربوا فيتحسن سلوكهم وتعتدل توجهاتهم.
5 يحب الأطفال المدح والتحفيز والتشجيع والمكافأة ولذا إن عملوا شيئا إيجابيا فامدحيهم واذكريهم بكل خير وحاولي أن تثني عليهم بعكس سلوكهم وقولي مثلا أبنائي ما شاء الله عليهم يحترمون أخوانهم الكبار أو يسمعون الكلام ويطيعوني ولكن يجب استمرار التوجيه بينك وبينهم وتنبيههم على خطئهم حتى لا يظنوا أن ما يفعلوه صحيح لمدحك لهم.
ولا تجعلي مدحك لهم وثنائك عليهم ومكافأتهم ردة فعل على تصرفاتهم بل بادريهم واجعلي بينهم مسابقات في ذلك ونوعي قيمة مكافآتهم ونوعها.
6 حاولي أن تضعي برنامجا أنت ووالدهم وإخوانهم لمشاركتهم واللعب معهم والتقرب إليهم وتربيتهم وتوجيههم من خلال ذلك.
7 اتخذي أسلوبا خاصا لك في رقابتهم ومتابعتهم يسمح لهم بممارسة احتياجاتهم وتوجيههم من قبلك، وحاولي أن تتعودي على التغاضي عن بعض الأخطاء الطفيفة وسامحي ووجهي وعاتبي بلطف.
8 وعليك أولا وآجرا بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والإلحاح فيه بأن يصلح لك أبنائك ويعينك على تربيتهم وأن يرزقكم برهم وطاعتهم ويحفظهم بحفظه وبكل ما تحبين لهم.
هذا ما تيسر فإن كان صوابا فالحمد لله على فضله وتوفيقه الله وأرجو من الله تعالى أن يجعل فيه خيرا وعونا لكم وإن كان خطا فأستغفر الله.
وأرجو أن يصلنا منكم ما يبشرنا بتحسن حالة أبنائكم ونجاحكم معهم وفقك الله.
الكاتب: أ. عبيده بن جودت شراب
المصدر: موقع المستشار